ندرة كتب الطيران العربية- دعوة لدعم النشر والتوثيق
المؤلف: منيف الحربي11.19.2025

مع إشراقة هذا الأسبوع، انطلقت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، وكعادتي في كل زياراتي لمعارض الكتب داخل ربوع المملكة وخارجها، أو حتى عند دخولي إلى أي مكتبة، فإن أول ما تنشده عيني هو البحث عن الكتب التي تتناول عالم الطيران. ولا أ exaggeration إن قلت إن العناوين المتخصصة في مجال الطيران تكاد تكون نادرة في المعارض، قلما تتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة. ورغم هذا الشح في كتب الطيران العربية، إلا أنني بفضل الله ومن خلال سنوات من البحث والتقصي، تمكنت من تكوين زاوية عزيزة في مكتبتي المنزلية، هذه الزاوية مخصصة لقطاع الطيران، وتحوي بين رفوفها أكثر من 100 عنوان قيّم، منها 73 كتاباً باللغة العربية الفصحى، تتنوع ما بين كتب علمية محكمة، وكتب تاريخية موثقة، و مؤلفات أدبية شيقة، وأعمال توثيقية فريدة.
جدير بالذكر أن مؤلفات الطيران المتوفرة باللغة الإنجليزية غزيرة وثرية، إذ تزخر بمعلومات علمية غزيرة ومعارف ثقافية واسعة. أما بالنسبة إلى الكتب العربية الجيدة فهي في معظمها مترجمة من لغات أخرى، ويؤلمني الاعتراف بأن المؤلفات العربية الأصيلة والمميزة في هذا المجال قليلة جداً، فغالبية الإصدارات يغلب عليها الطابع الشخصي والتجربة الذاتية، إضافة إلى اللغة السهلة والأسلوب التقليدي المباشر، دون التعمق في ثقافة الصناعة أو استكشاف امتداد تأثيراتها وأبعادها المتنوعة، مع خالص الشكر والتقدير لأصحاب هذه المحاولات الرائدة، الذين يسعون جاهدين لغرس بذور المعرفة في أرض قاحلة.
في اعتقادي، يقع جزء كبير من المسؤولية على عاتق المؤسسات والجهات المعنية بقطاع الطيران، سواء كانت جهات حكومية رسمية، أو شركات نقل جوي، أو أي جهات أخرى ذات علاقة. فمجال الطيران بأهميته البالغة يحتاج إلى التوثيق الدقيق والتثقيف المستمر والنشر الواسع. ومن المؤسف حقاً أن نمتلك هذا التاريخ العريق، وتلك المساحة الشاسعة من الإنجازات، والأهمية المتزايدة، والطموحات العالية، والكفاءات المتميزة؛ ثم لا يزال الكتاب المتخصص في استعراض هذا الإرث الحضاري شحيحاً أو باهتاً لا يرقى إلى مستوى الحدث.
في هذا الصدد، أتذكر أنني قرأت منذ عامين عن مبادرة كريمة قامت بها الخطوط السعودية لدعم النشر في مجال الطيران، وذلك من خلال توثيق خبرات وتجارب بعض منسوبيها القدامى. ولكن يؤسفني أنني لا أعلم إلى أي مدى وصلت هذه المبادرة الطموحة!
من المؤكد أن المهتمين والمختصين في مجال الطيران يتطلعون إلى مساهمة فعالة من جهات أخرى فاعلة، كالهيئة العامة للطيران المدني، وشركة الملاحة الجوية السعودية، وشركة أرامكو السعودية، وإدارات المطارات المختلفة، وجامعة الأمير سلطان، والأكاديميات المتخصصة الموجودة في المملكة؛ وذلك بهدف تشجيع النشر ودعم المؤلفين والباحثين في هذا المجال الحيوي. ومثلما تغيب كتب الطيران عن أرفف معارض الكتب، تغيب أيضاً الأنشطة المصاحبة من محاضرات تثقيفية أو ندوات حوارية، على الرغم من أن مجال الطيران يعتبر واحداً من أكثر المجالات التصاقاً بحياة الناس اليومية، والسفر والسياحة والحراك الاجتماعي بكافة أشكاله واهتماماته المتنوعة.
وختاماً.. بحكم شغفي بالكتب وحبي للقراءة، يسألني أحياناً بعض الزملاء والمهتمين عن أفضل كتب الطيران التي يمكن قراءتها والاستفادة منها. وبحسب تجربتي الشخصية أقول: من أفضل كتب الطيران على الإطلاق كتاب "من الجمل إلى الطائرة" للمؤلف القدير حمزة الدباغ رحمه الله، وكتاب "أسرار قمرة القيادة" الذي تُرجم إلى ثماني لغات عالمية وهو من إصدارات الدار العربية المرموقة، وأيضاً كتاب "علم نفس الطيران والعوامل البشرية" وهو من ترجمة الدكتور هشام العسلي ومن إصدارات "دار جامعة الملك سعود للنشر" التي نتوجه إليها بالشكر الجزيل على هذا الإصدار القيّم، وأتمنى من صميم القلب أن تحذو حذوها بقية الجهات العلمية والأكاديمية والمختصة في هذا المجال.
جدير بالذكر أن مؤلفات الطيران المتوفرة باللغة الإنجليزية غزيرة وثرية، إذ تزخر بمعلومات علمية غزيرة ومعارف ثقافية واسعة. أما بالنسبة إلى الكتب العربية الجيدة فهي في معظمها مترجمة من لغات أخرى، ويؤلمني الاعتراف بأن المؤلفات العربية الأصيلة والمميزة في هذا المجال قليلة جداً، فغالبية الإصدارات يغلب عليها الطابع الشخصي والتجربة الذاتية، إضافة إلى اللغة السهلة والأسلوب التقليدي المباشر، دون التعمق في ثقافة الصناعة أو استكشاف امتداد تأثيراتها وأبعادها المتنوعة، مع خالص الشكر والتقدير لأصحاب هذه المحاولات الرائدة، الذين يسعون جاهدين لغرس بذور المعرفة في أرض قاحلة.
في اعتقادي، يقع جزء كبير من المسؤولية على عاتق المؤسسات والجهات المعنية بقطاع الطيران، سواء كانت جهات حكومية رسمية، أو شركات نقل جوي، أو أي جهات أخرى ذات علاقة. فمجال الطيران بأهميته البالغة يحتاج إلى التوثيق الدقيق والتثقيف المستمر والنشر الواسع. ومن المؤسف حقاً أن نمتلك هذا التاريخ العريق، وتلك المساحة الشاسعة من الإنجازات، والأهمية المتزايدة، والطموحات العالية، والكفاءات المتميزة؛ ثم لا يزال الكتاب المتخصص في استعراض هذا الإرث الحضاري شحيحاً أو باهتاً لا يرقى إلى مستوى الحدث.
في هذا الصدد، أتذكر أنني قرأت منذ عامين عن مبادرة كريمة قامت بها الخطوط السعودية لدعم النشر في مجال الطيران، وذلك من خلال توثيق خبرات وتجارب بعض منسوبيها القدامى. ولكن يؤسفني أنني لا أعلم إلى أي مدى وصلت هذه المبادرة الطموحة!
من المؤكد أن المهتمين والمختصين في مجال الطيران يتطلعون إلى مساهمة فعالة من جهات أخرى فاعلة، كالهيئة العامة للطيران المدني، وشركة الملاحة الجوية السعودية، وشركة أرامكو السعودية، وإدارات المطارات المختلفة، وجامعة الأمير سلطان، والأكاديميات المتخصصة الموجودة في المملكة؛ وذلك بهدف تشجيع النشر ودعم المؤلفين والباحثين في هذا المجال الحيوي. ومثلما تغيب كتب الطيران عن أرفف معارض الكتب، تغيب أيضاً الأنشطة المصاحبة من محاضرات تثقيفية أو ندوات حوارية، على الرغم من أن مجال الطيران يعتبر واحداً من أكثر المجالات التصاقاً بحياة الناس اليومية، والسفر والسياحة والحراك الاجتماعي بكافة أشكاله واهتماماته المتنوعة.
وختاماً.. بحكم شغفي بالكتب وحبي للقراءة، يسألني أحياناً بعض الزملاء والمهتمين عن أفضل كتب الطيران التي يمكن قراءتها والاستفادة منها. وبحسب تجربتي الشخصية أقول: من أفضل كتب الطيران على الإطلاق كتاب "من الجمل إلى الطائرة" للمؤلف القدير حمزة الدباغ رحمه الله، وكتاب "أسرار قمرة القيادة" الذي تُرجم إلى ثماني لغات عالمية وهو من إصدارات الدار العربية المرموقة، وأيضاً كتاب "علم نفس الطيران والعوامل البشرية" وهو من ترجمة الدكتور هشام العسلي ومن إصدارات "دار جامعة الملك سعود للنشر" التي نتوجه إليها بالشكر الجزيل على هذا الإصدار القيّم، وأتمنى من صميم القلب أن تحذو حذوها بقية الجهات العلمية والأكاديمية والمختصة في هذا المجال.
